كان شديد الحب لهذا المشهد الذى يبعث فيه دائماً الأمل .. عندما ينفلق الظلام وينهزم الليل على يد أول شعاع من الشمس.
أمام النافذة يقف بمساعدة عصى يتكئ عليها وبداخله حزن بامتداد الأفق الذى أمامه .. لماذا لم يعد هناك معالم للون الأبيض الذى إنطمس من صفحة السماء .. فقط سواد قاتم ممتد.
ولكن أبداً لم تكن النهاية .. كان ينظر هناك حيث البداية.
كانت الحياة بالنسبة له مجرد عطاء .. عطاء بلا حدود .. يعطي ولا ينتظر مجرد كلمة شكر .. كان يفعل ذلك وهو على يقين أن ذلك أقل ما يمكن أن يقدمه .. ليس مهم أن يكون سعيداً بقدر أن يرى السعادة فى أعين كل من يعرفهم ومن لا يعرفهم .. رغم إنه كان دائم البحث عن السعادة التى لم تعرف له طريق .. كان جُل همه هم .. فالعطاء بالنسبة له مصدر السعادة.
رسم لهم الأمل طريقاً للحياة والتفائل مفتاح لأبواب المستقبل المبهمة .. إذا تعثر أحدهم حاول قدر المستطاع أن يساعده على النهوض سريعاً وأن يضعه مجدداً على الطريق.
هكذا كان معهم شمعة تحترق لتضيئ لهم وقمراً فى ظلمة ليلهم ونجمة يهتدون بها فى طرقاتهم.
أما هم وبرغم قربه الدائم منهم إلا أنهم لم يشعروا يوماً به وما يختزنه صدره من حزن لو كان بداخل أحدهم لفتق به .. إعتاده على أن يمنحهم كل شئ ولم يشأ أىً منهم فى يوم أن يمنحوه جزء ولو بسيط من وقتهم للإستماع إلليه .. وكأن الذى يفعله معهم شئ هين وبسيط لا يستحق أن يذكر .. والحقيقة أنه لم يحاول يوماً أن يفرغ ما بداخله حتى لا يعكر صفوا حياتهم.
ولأن الحياة لا تصفوا لأحد قط .. فقد ساءات أحواله حتى أصبح طريح الفراش .. ولأنه مثل الشمس لكل من يعرفه فقد إستشعروا منذ الوهلة الأولى بغيابه .. وعلى عكس ما كان يتوقع لم يأتى أحد ليسأل عنه وعن سبب الغياب غير المعتاد منه .. بل تركوه وحيداً طريح الفراش ولم يكتفوا بذلك بل أصبحوا يشيرون إلليه بأصابع الإتهام وأنه قد تخلى عنهم لأنه لم يجنى منهم أى مصالح .. وأطلقوا عليه الشائعات فى كل مكان .. وأخذ الكل ينهش فى جسده .. الكل تخلى عنه .. حتى هي من وهبها السعادة تخلت عنه.
ولأول مرةيتسرّب إليه أن ما صنعوا قد ضاع هباء.
أخذ ينظر حوله فلم يجد أحد بجواره .. لم يجد إلا صديقه المصاحب له فى جميع رحلاته .. صديقه الوفى الحزن!
إستدار وهو يهمس .. شكراً لك أيها الصديق لوفائك الدائم لى طيلة أيام حياتى .. ووقوفك دائماً بجوارى فى جميع عثراتى .. رغم كل ما أكنه لك من بغض وما أرتكبه فى حقك من إبعاد كل من أعرفهم عنك .. ورغم محاولاتى المتكررة للإبتعاد عنك .. إلا أنك برهنت لى أنك الصديق الوفى الذى يحبني ويسكن أعماقي منذ سنوات عديدة دون لا مبالاة مني ..
شكراً لك لأنك الصديق الوحيد الذى أحبني وأخلص فى حبه.
ثم أردف وهو يتوجه الى فراشه .. لابد أن أنتهي وأضع نهاية تعيسة بقدر ما أحمله من حزن.
أيضاً لم تكن هذه النهاية
ومرت الدقائق والساعات سريعاً .. وتسرّب الى عينيه من ثقب فى النافذة شعاع من الشمس التى أشرقت .. نفض من على عينيه الغبار ليكتشف أنه فى وضح النهار .. وبمجرد أن فتح النافذة حتى إستقبلته نسمة هواء خفيفة تتطايرت معها خصلات من شعره وحمد الله على يوم جديد.. وعلى نعمة الحب الذى يشعر بها الآن أكثر من أى وقت مضى .. وأيقن أن دوام الحال من المحال وأن لكل ليل نهاية سعيدة وأن السواد الذى كان يراه بالأمس ما هو إلا من وحي خياله المريض.
وغادر المنزل ليعاود الكره مرة آخرى .. ولكن هذه المرة بأهداف وآحلام وتطلعات آخرى وعطاء أكثر .. دون إنتظار مقابل .. لأنه قرر أن يمضي على المبدأ الذى وضعه .. إعطي .. بالتأكيد سيذهب عطائك الى من يستحق .. وأيضاً الى من لا يستحق .. المهم أن تعطي
-----------------------------------------------------------
فتش فى حياتك .. انظر حولك .. ستجد على الأقل شخص يهمه أمرك .. يدفعك دائماً للأمام .. وإن لم تشعر به تأكد إنه موجود فى مكان ما يقدم لكَ كل ما تريد دون أن تشعر ..
ربما يكون يتألم وحيداً .. لكن لا يهمه الألم بقدر أن يرى فى عينيك الأمل .. وهذا ما يسعى إليه دائماً .
الإثنين يونيو 16, 2014 10:53 pm من طرف Mriomh 2000
» تهنئة خاصة
الجمعة يونيو 13, 2014 6:32 pm من طرف Mriomh 2000
» رايكم ايه فى حرق المصحف
الخميس يونيو 12, 2014 11:34 pm من طرف Mriomh 2000
» موضوع المليووووووون رد ...........
الخميس يونيو 12, 2014 10:06 pm من طرف Mriomh 2000
» افلا يكون للقلوب موعد مع ذكر الله
الخميس يونيو 12, 2014 9:58 pm من طرف Mriomh 2000
» لوكنت ممحاه فماذا ستمحى من حياتك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!
الخميس يونيو 12, 2014 9:56 pm من طرف Mriomh 2000
» اقتراح للبنات وبس
الخميس يونيو 12, 2014 9:52 pm من طرف Mriomh 2000
» طريقة عمل الكنافة بالقشطة
الخميس يونيو 12, 2014 9:48 pm من طرف Mriomh 2000
» للمراهقات بس
الخميس يونيو 12, 2014 9:44 pm من طرف Mriomh 2000